فضاء حر

عيد يعود

يمنات
سأصد جيش الحزن
أقهرها الحشودْ
ما زال متسع من الأوقات
كي تنمو الورودْ
لو جف ماء النبع
في قلبي سدود
عيد يعود
والناس سالكة بأدمغة رقود
في كل ثانية يضج أنينهم
وشخيرهم يعلو
وحارسهم حقود
نكث النظام بكل شيء حالم
وتربع العرش المحنط والحسود
عيد يعود
واللون في الشريان أبيض والجعود
شاخت بلاد الحلم
وانكشطت عهود
لا فرق بين النعش أو خشب المهود
يا ليت إسرافيل ينفخ
كي تقوم من اللحود
وأصيح وحدي
دمعتي غيم
وآهاتي رعود
عيد يعود
ويعود من أوقاتنا في وقتنا
كي نسكب العطر المعلب في الثياب وفي الجلود
من قال أن العيد سوف يعيدنا لطفولة الأحلام
للألق المرشرش بالصفاء وبالوعود
العيد كابوس سيأتي
هل نكركر كي يسود
الحزن وقت الوقت
عيد العيد
في دنيا الجمود
عيد يعود
وأنا على عهدي وأحلامي
أوزع ضحكتي
وأنوح وحدي
لن تكبلني الفجيعة
سوف أكسرها القيود
سأذود عني
عن بقائي في الوجود
فانوس أوقاتي ضميري
والبراءة ديدني
والطهر من عهد الجدود
والطهر قادم مسلكي
والحب في كل البنود
عيد يعود
والقرب في قلق يحاصره الصدودْ
والعقل في أرق يداهمه الشرودْ
والقلب في حنق تجمد كالعمودْ
سأدق مسمارا بنعش مخاوفي
وأداعب الورد المرعرع في الخدود
عيد يعود
عيد يعود وكل شيء شاحب كظلال بيت آيل للنقض
( كالمبنى بلا معنى )
وكالمعنى بلا مغنى
وكالمغنى بلا ناي وعود
عيد يعود
وتجود عيني بالدموع لكي يطيل القلب في محراب أوجاعي السجود
عيد يعود
وأعود بي ليعود لي عيد إلى نبعي وذاكرة أكسجين الصرخة الأولى
إلى بقع الطفولة
دمعتي هطلت
هنا كم كنت ألعب في الظلال
وكم رسمت على غلاف حقائبي حقلا وأشجارا وأسراب الحمام
أبي ، أخي ، أمي، الكثير
مضوا إلى بطن التراب
وعبأوا أطيافهم في صفحة الذكرى
وكم عبروا لتعبر دمعتي مرآة أشجان مكثفة
وجرحي شاخص
كبقايا أطلال لمنزلنا المكوم في الحطام
وأنام كي أنسى
ويسهرني عويلي في الظلام
عيد يعود
الحزن خارطة وآهاتي حدود
عيد يعود
والوقت من قلق وفي قلق يحدق كالشهود
وأعاتبُ الوطن المعبأ بالبشاعة والجنود
عيد يعود
عيد سيأتي في زمان العيد
كم عيد سيأتي مثلما ولى
فبعض الناس ما زالوا
وبعض الناس دود
عيد يعود
والأرض دائرة وسائرة كما شاء الودود
عيد يعود
ويجيء مستعرا كنار ليتها عندي برود
وهم تحايا الناس
عطر الصبح
كعك الظهر
وهج الليل
طعم العنبرود
عيد يعود
وتفخخت لغة التحايا والتهاني كالطرود
عيد يعود
والأسد دامعة
ويحكمها القرود
عيد يعود
والغرب يمتص الجداول والمعادن والوقود
عيد يعود
وتبدل الحكام في بعض الدنا
وأتى ربيع جارف
قض المضاجع والعقود
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى